القصة الكاملة لعملية اليخت

القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .

  • القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .
  • القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .
  • القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .
  • القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .
  • القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .

اخرى قبل 5 سنة

القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .

نجحت حركة فتح في إفشال المخططات السورية المتواصلة، بدءا من دعم المنشقين، وإصرارها على تعطيل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة عشر في عمان، وهو المؤتمر الذي أكد التفاف الجماهير الفلسطينية حول الشرعية الفلسطينية. وعمدت القيادة السورية بعد ذلك على تقديم الدعم لحركة أمل بالسلاح والمال والدعم السياسي والعسكري لمنع عودة مقاتلي حركة فتح إلى لبنان وذلك في إطار توافق أمريكي سوري لإضعاف (م.ت.ف).

وبدأت حركة امل أمام يوم 21/5/1985م بتنفيذ هجماتها ضد مخيماتنا في بيروت، فتحركت القيادة الفلسطينية لإعادة المقاتلين إلى لبنان، للدفاع عن المخيمات، عن طريق البحر انطلاقا من مدينة لارنكا القبرصية وعندما أسندت إلينا المهمة مع باقي الأخوة في لجنة لبنان، قررت إقامة محطة إسناد في قبرص لتتولى مسؤولية متابعة إنزال الدوريات بحرا إلى لبنان، وتسلم قيادة هذه المحطة الأخ حسني سليم سليمان (أبو سليم).

وتعرضت دورياتنا المتوجهة إلى لبنان بحرا لكمائن إسرائيلية كما تحدثنا سابقاً حيث تم اعتقال عددا من كبار ضباطنا وكان من بينهم اللواء فيصل أبو شرخ، واللواء محمد قنن (أبو النور) وعدد من ضباطنا وكوادرنا ومنهم الأخ صلاح السهلي والأخ عبدو افندي والنقيب أبو علي متعب وآخرين.

ومن خلال عملية الرصد والمتابعة لوحظ أن دوريات بحرية سورية وأخرى إسرائيلية تجوب البحر لمنع قواتنا من الوصول إلى لبنان، إلا أن الأمر كان يحتاج بالنسبة لنا إلى كشف العلاقة بين الدوريات الإسرائيلية والجهة الاستخبارية التي ترصد تنقلات مقاتلينا عبر القوارب المستأجرة من ميناء لارنكا مما ترك لدينا انطباع بوجود اختراق في صفوفنا.

بدأت محطتنا في لارنكا العمل على معرفة كيفية حصول الزوارق الإسرائيلية على المعلومات المتعلقة بالسفن والقوارب التي تنقل مقاتلينا إلى لبنان. وصدر أمر لمجموعة من قواتنا في اليمن بقيادة “أبو عبيدة” وهو ذو خبرة وكفاءة عالية في القتال والرصد الأمني بالتوجه إلى لارنكا استعدادا للانتقال بحرا إلى صيدا في جنوب لبنان. وفور وصول المجموعة استقبلها قائد المحطة أبو سليم وكلف أبو عبيدة البحث عن بحّار لتأمين نقل المجموعة بحرا إلى لبنان، وذلك لسبب أن لديه شكوك حول البحار السوري الذي يتعاملون معه واسمه “مصطفى صبرا” كون جميع القوارب التي نزلت وهي تحمل مقاتلينا عن طريقه قد تم اعتراضها.

بدأ أبو عبيدة يتردد على ميناء ليماسول بحثا عن بحّار لأداء المهمة، وخلال تردده لاحظ شخص ذو ملامح عربية يتردد على أحد اليخوت في الميناء، فتعمد أن يحادثه في أثناء عودته من زيارة ذلك اليخت، ولذلك قطع عليه الطريق طارحا عليه السلام باللغة العربية، فرد على السلام مما أكد له ظنه بأنه عربي، فتجاذبا حديثا مختصرا دون التطرق إلى مسألة استئجار قارب إلى لبنان، ومن لهجة الحديث تبين لأبي عبيدة أن محدثه سوري الجنسية ومهنته بحار ولهذا يتردد على الميناء.

قام أبو عبيدة بإطلاع حسني سليم “أبو سليم” على فحوى لقائه مع بحار عربي سوري شاهده يتردد على يخت خاص، لكنه لم يفاتحه بأمر استئجار قارب كنوع من الحذر لحين التأكد من هويته، فطلب أبو سليم من أبو عبيدة الذهاب في اليوم التالي إلى الميناء ومحاولة توثيق العلاقة مع البحار السوري المقصود لكنه كان قد اتخذ قرارا بإرسال أحد الكوادر ليتتبع ويراقب أبو عبيدة عن بعد.

وفي اليوم التالي قصد أبو عبيدة الميناء، وشاهد البحار السوري يغادر اليخت، فانتظر إلى أن اقترب منه، وبعد السلام سأله البحار السوري: يبدو أنك تزور لارنكا لأول مرة..؟ فأجاب أبو عبيدة: نعم فقد كنت أدرس في الكلية البحرية بالإسكندرية (مصر)، ولي صديق في قبرص وعدني أن يجد لي عملا على أحد البواخر وطلب مني عند الوصول أن نلتقي في الميناء حيث يعمل، وقد انقضت أيام وأنا ابحث عنه دون جدوى، واقتنص أبو عبيدة الفرصة وسأل البحار: أراك تتردد على ذلك اليخت هل تعمل هناك..؟ فرد البحار: لا.. إن اليخت تملكه إمرأة إنجليزية تعرفت عليها منذ فترة وتطلب مني بعض حاجياتها لحين عودة السفينة التي أعمل عليها، والتي ستصل إلى الميناء خلال أيام، وعرض على أبو عبيدة مرافقته للتعرف على أصدقائه في اليخت.

ذهب أبو عبيدة برفقة البحار السوري بهدف معرفة مكان وجود اليخت في الميناء، ومنذ أن وضع أبو عبيدة قدمه داخل اليخت، وسلم على المرأة والشخصين الآخرين، وإذا بعينه تقع على كتاب بالعبري كان على الطاولة أمام المرأة. فشعر بإحساس غريب جعله لا يطمأن لهذه المرأة إلا أنه تجاهل ذلك الإحساس واستمر في الحديث معهم.

غادر أبو عبيدة اليخت وتوجه بسرعة إلى محطتنا الاستخبارية حيث اطلع الأخ أبو سليم على كل ما عرفه وشاهده.. وبينما كان يواصل الحديث لاحظ أن الأخ أبو سليم يضحك.. فسأله هل أخطأت في أمر ما..؟ فقال أبو سليم: أبدا يا أبو عبيدة فلقد كنا نراقب اللقاء مع هذا البحّار السوري المعروف باسم “مصطفى صبرا” ونتعامل معه لنقل المقاتلين إلى لبنان والذي أثار شكوكنا بسبب وقوع معظم القوارب التي قمنا باستئجارها عن طريقه في كمائن إسرائيلية. وها قد انكشف الآن بأنه يتردد على يخت إسرائيلي.. اصبر ودعنا نرى ماذا ستسفر عنه هذه المسألة!!

أرسل الأخ أبو سليم في طلب البحار السوري مصطفى صبرا وعندما حضر واجهه بالمعلومات حول علاقته مع المرأة الإسرائيلية فأنكر المعرفة بأي شيء عن مسألة اصطياد البحرية الإسرائيلية للقوارب المستأجرة من قبله، فتظاهر أبو سليم أنه مقتنع بما يقول، ولزيادة حالة الاطمئنان لديه كلفه باستئجار قارب لنقل مجموعة جديدة إلى لبنان وأن المجموعة ستصل خلال 72 ساعة، لكن الأخ أبو سليم فهم من حديث مصطفى صبرا أن اليخت الإسرائيلي قد مضى على توقفه في ميناء ليماسول قرابة عشرة أيام دون أن يغادر مطلقا.

وبدأ الأخ أبو سليم بجمع المعلومات عن اليخت الإسرائيلي وعن البحار السوري مصطفى صبرا، فأجمعت التقارير أن اليخت هو “محطة متنقلة لجهاز الموساد الإسرائيلي مهمته جمع المعلومات عن القوارب التي تنقل المقاتلين إلى لبنان، وأن البحار السوري عميل يزودهم بالمعلومات.

وحينما تأكد الأخ أبو سليم من صحة معلوماته قرر تنفيذ عملية لاحتجاز اليخت ومن عليه والمطالبة بالإفراج عن المقاتلين الذين احتجزتهم إسرائيل في البحر، وعلى ضوء ذلك أعد خطة للاستيلاء على اليخت، وقام بتسليح ثلاثة عناصر من مجموعة أبو عبيده وأمرهم بالتنفيذ، وفعلا تم اقتحام اليخت (فيرست) فجر يوم 25/9/1985م وتم احتجاز المرأة والاثنين المرافقين لها وطالبت المجموعة المنفذة بتسليم المقاتلين الفلسطينيين الذي سبق لإسرائيل أن اصطادتهم في الفخ البحري، وطالبوا قدوم سفير مصر في قبرص لنقل طلباتهم مقابل إخلاء سبيل الرهائن. وبالفعل حضر السفير المصري ولبى طلبهم واستمع إلى لائحة أسماء اسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال وعلى إسرائيل الالتزام بالمطالب حتى يتم الإفراج عن الرهائن.

في غرفة عمليات في لارنكا تواجد السفير الإسرائيلي في قبرص واستلم طلب الفدائيين وأرسل به إلى حكومته التي طلبت مهلة 48 ساعة لدراسة مطالب الفدائيين، ماطلت إسرائيل بالرد الإيجابي وطالبت بتمديد فترة ثانية للاستفادة من الوقت والمناورة لتجهيز قوة عسكرية تتولى مهمة إنقاذ الرهائن.

وقامت إسرائيل بإرسال قوة كوماندوز مكونة من ثلاث طائرات هيلوكوبتر، حاولت الطائرات الاقتراب من الزورق لانزال قوة الكوماندوز لإنقاذ الرهائن. فاتخذت قوة الفدائيين اقصى حالات الحيطة والحذر بعد تأخر الرد الإسرائيلي، وتوقعت القوة هجوم لإنقاذ الرهائن، وحال سماع هدير الطائرات واقترابها من الزورق، تأكدوا من الخدعة الإسرائيلية قاموا بإطلاق النار على جميع الرهائن وقتلهم، واستسلمت المجموعة لخفر السواحل القبرصية .

وفي ذات اللحظة كان أحد الضباط وهو المغربي سعد الدين محمد إدريس مكلفا برصد ومتابعة العميل السوري مصطفى صبرا الذي حاول الهرب من منطقة الميناء لكن الضابط المكلف بالمهمة لحق به في أحد شوارع ليماسول قبالة فندق انتر كونتننتال واطلق عليه الرصاص وأرداه قتيلا، ثم سلم نفسه إلى أحد حواجز الشرطة القبرصية على طريق مطار لارنكا.

ومن الجدير بالذكر فانه توفرت معلومات حول شخصيات ضباط الموساد الذين تمت تصفيتهم في لارنكا وهم :

1. سيلفيا رفائيل (قائدة المجموعة، كانت تستخدم اسم استير بالزيو وباتريشيا ريكسبورغ، من مواليد جنوب إفريقيا وهاجرت إلى إسرائيل، كانت تعتبر بمثابة أسطورة لدى العاملين في جهاز الموساد الإسرائيلي نظرا لطبيعة المهام التي قامت بتنفيذها خلال عملها في الموساد الذي بدأ عام 1969م، ومنها العمل كصحفية في الأردن خلال الفترة 1969-1970 لمتابعة نشاطات التنظيمات الفلسطينية، كما شاركت في محاولة اغتيال أبو حسن سلامة في النرويج والتي ذهب ضحيتها المغربي بوشيكي والقي القبض عليها مع مجموعة الموساد وأصدرت المحكمة النرويجية ضدها حكما بالسجن لمدة 5 سنوات، واطلق سراحها بعد 18 شهرا، وترددت معلومات عن اشتراكها في عملية اغتيال أبو حسن سلامة في بيروت عام 1979م، احدث اغتيالها هزة عنيفة في داخل جهاز الموساد، بعد وصول جثمانها إلى إسرائيل أقيمت لها عسكرية مهيبة بحضور قادة جهاز الموساد والقيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وكانت جثتها تتقدم جثتي رجلي الموساد اللذين قتلا معها مما يدل على رتبتها الأعلى منهما).

2. زيفين بالزيو، من كبار ضباط جهاز الموساد، عمل لسنوات ضمن مجموعات الجهاز في أوروبا

3. أبراهام افنيري، من كبار ضباط جهاز الموساد، سبق وأن شارك في عدة عمليات لاغتيال قادة فلسطينيين ومنهم اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في شارع فردان ببيروت عام 1973م .

 

التعليقات على خبر: القصة الكاملة لعملية اليخت في ميناء لارنكا 1985 واغتيال ظباط الموساد .

حمل التطبيق الأن